ملخص المقال
تُعَد شخصية أحمد بن حنبل شخصية استثنائية قليلة المثل، وقد أثنى عليها الكثير من العلماء.
تُعد شخصية أحمد بن حنبل شخصية استثنائية قليلة المثل، وقد أثنى عليها الكثير من العلماء:
1- قَالَ يحيى بْن معين: ما رأيت خيرًا من أَحْمَد بْن حَنْبَل قط.
2- قَالَ نصر بْن علي: كَانَ أَحْمَد بْن حَنْبَل أفضل أهل زمانه.
3- قَالَ قتيبة بن سعيد: لولا الثوري لمات الورع، ولولا ابْن حَنْبَل لأحدثوا فِي الدين.
4- قال أَبو عُبيد القاسم بن سَلّام: انتهى العِلم إِلى أَربعة؛ أَحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويَحيى بن مَعِين، وأَبي بكر بن أَبي شيبة، وكان أحمدُ أَفقهَهم فيه.
5- قال عبد الرزاق: ما رأَيتُ أَفقه من أَحمد بن حنبل ولا أَورع.
6- وقال أيضًا: رحَل إِلينا من العراق أَربعةٌ من رؤساءِ الحديث، الشَّاذَكُوني وكانَ أَحفظهم للحديث، وابنُ المديني وكانَ أَعرفهم باختلافه، ويَحيى بن مَعِين وكان أَعلمَهم بالرجال، وأَحمد ابن حنبل وكان أَجمعهم لذلك كلّه.
وقد كان أَحمد ابن حنبل رجل النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، وصار مثالًا للصبر والثبات على الدين.
لم يكن طريقه ممهَّدًا، بل عايش اليُتْمَ والفقر معًا:
· قال الشافعي: يحتاج طالب العلم إلى ثلاث خصال: طول العمر وسعة ذات اليد والذكاء.
· من بني شيبان (ربيعة العدنانية) يلتقي مع الرسول ﷺ في نزار بن معد بن عدنان.
· ولد عام 164هـ ببغداد في عهد الخليفة العباسي المهدي (158-169هـ).
· نشأ يتيمًا كالشافعي. أبوه كان فارسًا مات في الثلاثين من عمره (أحمد بن محمد بن حنبل).
· جده حنبل كان واليًا على سرخس (تقع في جمهورية تركمانستان حاليًا)، وإليه يُنْسَب؛ لأنه الأشهر في عائلته، وهو من رجال الدولة العباسية الأوائل.
· السِّرُّ الأكبر وراء تفوُّقه وتميُّزه: أمه صفية بنت ميمونة الشيبانية: آثرت الترمل على الزواج لرعاية ابنها.
· ترك له أبوه ديارًا صغيرة يؤجرها تدر عليه مالًا قليلًا يكفي لحياة فقيرة في بغداد.
كان مميَّزًا جدًّا في طفولته:
· دفعته أمه لمجالس العلم واللغة والخطِّ: حفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية، وتدرَّب على الكتابة والخط الجميل، وساعدها أحمد بما وهبه الله من قوة الحفظ: قال أَبُو زُرْعَةَ الرازي: كَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَحْفَظُ أَلْفَ أَلْفِ حَدِيثٍ، فَقِيلَ لَهُ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ قَالَ: ذَاكَرْتُهُ، وَأَخَذْتُ عَلَيْهِ الأَبْوَابَ.
· عَنِ الهَيْثَمِ بنِ جَمِيْلٍ (ثقة من أصحاب الحديث)، سَمِعْتُ شَرِيْكاً يَقُوْلُ: لَمْ يَزَلْ لِكُلِّ قَوْمٍ حُجَّةٌ فِي أَهْلِ زَمَانِهِم، وَإِنَّ فُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ حُجَّةٌ لأَهْلِ زَمَانِه. فَقَامَ فَتَىً مِنْ مَجْلِسِ الهَيْثَمِ، فَلَمَّا تَوَارَى، قَالَ الهَيْثَمُ: إِنْ عَاشَ هَذَا الفَتَى، يَكُوْنُ حُجَّةً لأَهْلِ زَمَانِه. قِيْلَ: مَنْ كَانَ الفَتَى؟ قَالَ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ.
علاقته بأمه علاقة صداقة أكثر منها علاقة أم بابنها:
· قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: رُبَّمَا أَرَدْتُ البُكورَ فِي الحَدِيْثِ، فَتَأْخُذُ أُمِّي بِثَوبِي، وَتَقُوْلُ: حَتَّى يُؤَذِّنَ المُؤَذِّنُ.
· لم يستطع عبور دجلة عام 184هـ برًّا بوالدته (عمره 20 سنة): قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ: قَدِمَ جَرِيرٌ (بن عبد الحميد، محدِّث الرَّيِّ) بَغْدَادَ، فَنَزَلَ عَلَى بَنِي الْمُسَيِّبِ الضَّبِّيِّ، فَلَمَّا عَبَرَ إِلَى الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ جَاءَ الْمَدُّ، فَقُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: تَعْبُرُ؟ قَالَ: أُمِّي لا تَدَعُنِي.
الاختيار بين الفقه والحديث:
· البداية: التعلم على يد أبي يوسف صاحب أبي حنيفة، ولكن أخذ منه الحديث ولم يأخذ منه الرأي.
· بدأ رحلة الحديث على يد هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وعمره 15 سنة عام 179هـ.
o روى عن الكثير، أمثال الزهري، وعمرو بن دينار، وروى عنه الكثير حتى روى عنه من أكبر منه سنًّا: كمالك بن أنسٍ والثوريّ وشُعبة بن الحجاج.
o قال ابن حنبل: لزِمْت هُشَيْمًا أربع سنين، ما سألته عن شيء إلا مرّتين هيبةً له.
استفاد من هشيم أمورًا:
أولًا: كتب عنه 3 آلاف حديث: قَالَ ابن حنبل: حفظت كلَّ شيء سمعته من هُشَيْم، وهُشَيْم حيّ قبل موته. (لم يحفظ كلَّما عند هشيم، إنما حفظ كلَّ ما سمعه منه، وإلا فإن عند هشيم عشرين ألف حديث).
ثانيًا: أخذ من هُشَيْم ما أفاده في عمره كله: الصبر على طلب العلم. لأن هشيمًا كان فقيرًا جاهد في طلب العلم على الرغم من مقاومة أبيه: كان أبو هُشَيْم طبَّاخًا، فطلب ابنه هشيم الحديث واشتهاه، وكان أبوه يمنعه، فكتب الحديث حتى جالس أبا شيبة القاضي، وكان يناظر أبا شيبة في الفقه، فمرض هشيم، فقال أبو شيبة: ما فعل ذلك الفتى الذي كان يجيء إلينا؟ قالوا: عليل. فَقَالَ: قوموا بنا حتى نعوده، فقام أهل المجلس جميعا يعودونه حتى جاءوا إلى منزل بشير، فدخلوا إلى هشيم، فجاء رجل إلى بشير، فَقَالَ: الحق ابنك، قد جاء القاضي إليه يعوده، فجاء بشير والقاضي في داره فلما خرج قَالَ لابنه: يا بني، قد كنت أمنعك من طلب الحديث، فأما اليوم فلا. فصار القاضي يجيء إلى بابي، متى أمَّلْتُ أنَا هذا؟
ثالثًا: مبدأ الرحلة في طلب الحديث: رحلات هُشَيْم إلى مكة والبصرة والكوفة.
مع هشيم وبعده:
· استمر مع هشيم إلى وفاته عام 183هـ.
· وكان يسمع معه من بعض المشايخ وكذلك من الزائرين لبغداد كعبد الرحمن بن مهدي.
· استمع 3 سنوات أخرى لشيوخ آخرين في بغداد إلى عام 186هـ[1]ـ.
[1] لمشاهدة الحلقة على اليوتيوب اضغط هنا
التعليقات
إرسال تعليقك